- ما معنى ريادة الاعمال المجتمعية
- لماذا ريادة الاعمال المجتمعية
- سمات ونماذج الريادة المجتمعية
- تحديات ريادة الأعمال المجتمعية
- أمثلة لمشاريع ريادة مجتمعية
- الأسئلة الشائعة
ما معنى ريادة الاعمال المجتمعية
من الطبيعي وجود اختلاف في تعريفات ريادة الاعمال المجتمعية فهي قضية أخص من مفهوم ريادة الأعمال، ولكن يمكننا أن ننطلق من مفهوم الريادة المبسّط وهو: “تشكيل نشاط يقدّم قيمة للمستخدم، قادر على الربح والنمو، والاستدامة.”
إذن، كيف يمكن أن نعرف ريادة الاعمال المجتمعية في هذا السياق؟ أو بالأحرى ما معنى ريادة الاعمال المجتمعية؟
يمكن القول أنها عبارة عن المشروع أو النشاط الذي يستهدف حل مشكلة أو قضية اجتماعية من خلال طرق تجارية قادر على الاستدامة والاعتماد على الذات، بالتالي تطور المجتمع وترك أثر ايجابي على اقتصاد الدول.
هل تتسائل عن المجالات التي تبرز بها مشاريع الريادة المجتمعية؟
بالنظر إلى أهداف التنمية المستدامة التي قدّمتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015 كقائمة جيدة للاطلاع واستخلاص أهم المجالات التي تنشط فيها الريادة المجتمعية، على سبيل المثال لا الحصر:
- الأمن الغذائي
- التعليم الجيد
- الصحة العامة
- العمل المناخي
حتى اليوم قدّمت الريادة المجتمعية حلولًا ذكية ومبتكرة للكثير من المشاكل والقضايا الاجتماعية. لكن لماذا خيار الريادة المجتمعية؟ وما الفائدة التي تقدمها للمجتمع؟
لماذا ريادة الاعمال المجتمعية
للإجابة على هذا التساؤل، دعني أطرح السؤال التالي:
هل باستطاعة مشاريع الريادة المجتمعية أن تكون ذات فعاليّة بجانب المنظمات غير الربحية، والمنظمات غير الحكومية؟ وإضافة قيمة عالية لهذه المنظمات؟ -كتلك المنظمات التي تتضمن برامجها قضايا تستهدفها الريادة المجتمعية بالأصل – وكيف يكون ذلك؟
حسناً، بما أن ريادة الاعمال المجتمعية بطبيعة الحال تحمل الكثير من القيم والسلوكيات الريادية فمن الواضح أنها تكتسب الكثير من الإمكانيات التي تقدمها الريادة، مثل:
- القدرة على تشكيل حل مستدام، وقادر على استهداف رغبات العملاء والقضايا الاجتماعية بذات الوقت.
- المرونة والسهولة في التحرك والتعديل على أي شيء يخص النشاط من الفريق إلى نموذج العمل وغيره.
- التخصص، الريادة المجتمعية متخصصة في بعض القضايا، في مجالات معيّنة فقط.
- القدرة على تشكيل حل مستدام للأفراد والاعتماد على الذات دون الحاجة لأي تمويل خارجي.
وتبقى القيمة الجوهرية للريادة المجتمعية هي أثرها الإيجابي على المجتمع، والأثر الاقتصادي على الدول، خصوصاً الدول الفقيرة.
سمات ونماذج الريادة المجتمعية؟
قد يحصل الكثير من الخلط بين المتبرعين للمنظمات الخيرية والناشطين وجهات المسؤولية الاجتماعية التابعة للشركات والمنظمات ذات المسؤولية الاجتماعية عموما، ولكن هناك فرق واضح يمكن استنتاجه من خلال تعريف الريادة المجتمعية وهو نموذج العمل، وبحسب تعريف مجلة مراجعة التكنولوجيا الكندية، فإن هناك نموذجا عمل تتبعهم شركات ريادة الأعمال المجتمعية:
١. غير ربحي بوجود استراتيجيات لتحصيل مصادر دخل:
المشروع الريادي المجتمعي هنا يستخدم طرق اجتماعية وتجارية لتحقيق الاكتفاء بالذات بأكثر شكل ممكن، حيث أن الربح يتم إعادة استثماره في المشروع لتمكينه من مواصلة إيصال القيمة المجتمعية بفعاليّة.
٢- ربحي مع استراتيجيات تحرّكها القيمة الاجتماعية:
المشروع الريادي المجتمعي هنا يستخدم طرق اجتماعية وتجارية بنفس الوقت لتحقيق الاستدامة، في هذا الشكل يمكن مثلًا للقائمين على المشروع تحقيق بعض الربح الشخصي أيضًا.
يوفّر النموذجان أعلاه القدرة للرياديين المهتمين في العمل على قضية اجتماعية معينة دون القلق من الحاجة لتحصيل التمويل، أو الحصول على عمل آخر للقدرة على الاستمرار، مع وجود عقبات بالطبع! وهذا يقودنا إلى السؤال التالي: ما أبرز العقبات التي يواجهها هذا النمط من الريادة؟
تحديات ريادة الأعمال المجتمعية
كباقي القطاعات، يواجه قطاع الريادة المجتمعية عدد من التحديات التي قد تُبطئ نمو هذه المشاريع وتقليل الأثر التي تحاول مثل هذه المشاريع تركه، منها:
- صعوبة الابتكار: بنية هذا القطاع تصعّب الابتكار، ولأن النتائج قد تأخذ وقت طويل نسبيًا، فإن الكثير من المستثمرين ليسوا على استعداد للمخاطرة باستثمار أموالهم في تجربة أفكار أو سلوكيات جديدة داخل مثل هذه المشاريع.
- قلة رؤوس الأموال: القدرة على تحصيل رؤوس الأموال ليست متوفرة دومًا، تقلّص حصة مشاريع الريادة المجتمعية الجديدة للحصول على رؤوس الأموال التي تذهب لصالح المشاريع الريادية المجتمعية التي أثبتت نفسها وقدرتها على النمو والاستدامة.
- تحديات القضايا المجتمعية العامة: من مشاكل قد تكون متعلقة بوضوح المشروع بخصوص قضية اجتماعية معينة إلى الضغط الذي قد يواجهونه من قبل المستثمرين لإضافة نقاط ومحاور معينة للقضية التي يعملون عليها إلى البقاء متسقا مع رسالتك وهدفك.
هذه التحديات تؤخّر الكثير من مشاريع الريادة المجتمعية وقد تقوّض قدرتها على العمل على القضايا الاجتماعية، لذلك من مهمة الريادي المهتم في هذا النمط من الريادة أن يتأكد من تقييمه للحاجة المجتمعية ورسم هدف ومهمة بحدود واضحة وبناء نموذج عمل قادر على الاستدامة والاكتفاء بأكبر شكل ممكن، وتطويره بشكل مستمر، وقياس الأثر وتقييم النتائج بشكل دائم.
أمثلة على مشاريع ريادة الأعمال المجتمعية
- بنك جرامين للقروض: تم تأسيسه عام 1976 على يد محمد يونس، يوفر قروض صغيرة وخدماته للأفراد من ذوي الدخل المنخفض دون الحاجة لتوفير ما يغطّي المبلغ الذي اقترضته مثلًا.
- مؤسسة أشوكا: واحدة من أهم وأضخم المؤسسات العاملة في مجال الريادة الاجتماعية، تقوم بدعم الرياديين الاجتماعين حول العالم وتوفير زمالات وموارد وغيرها لهم.
- جائزة هالت: تم إطلاق الجائزة عام 2010 على يد أحمد أشقر، فكرة الجائزة والمؤسسة إلا وهي توفير تحدي معين في أحد القضايا الاجتماعية التي تم ذكر بعض منها مسبقا مثل الأمن الغذائي أو التعليم، وغيره، ونشر التحدي عبر عدد هائل من الجامعات حول العالم، حيث تتنافس فرق مختلفة من أجل تحصل جائزة مليون دولار أمريكي للعمل على مشروعهم الريادي المجتمعي الذي يستهدف التحدي والمشكلة المحددة.
- خمسة عشر Fifteen: أسسها الشيف الإنجليزي الشهير جيمي أوليفر في عام 2002 ، بدأت خمسة عشر Fifteen كمحاولة طموحة لتزويد الشباب المحرومين (الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٢٤ عامًا) بوسائل لخلق مستقبل أفضل لأنفسهم من خلال فن الطعام. تم تسمية هذه المبادرة نسبة لل ١٥ شابًا الذين التحقوا في إطار هذا البرنامج عند التأسيس الأول.
الاسئلة الشائعة
تقوم فكرة ريادة الأعمال على الإنتاج لتوفير قيمة للأفراد، وحيث أن المجالات التي يمكن المساهمة بها كثيرة، فإن ريادة الأعمال تفتح باب كبير للمساعدة على تحفيز البشر، وتحسين قدراتهم، وحياتهم، وتلعب دورًا رئيسيًا في كلّ من:
– التشجيع على الابتكار في المجتمع حيث أن الرياديين هم القوة الدافعة للتغيير الاقتصادي في المجتمع.
– تنمية الاقتصاد من خلال نمو المشاريع والأنشطة الريادية التي تحتاج المزيد من الموارد المالية والبشرية مع الوقت.
– تحسين حياة الفرد كنتيجة للابتكار عن طريق محاولة توفير دخل دائم وفتح المزيد من المجالات للمساهمة فيها وتطويرها.
تكمن أهمية ريادة الأعمال المجتمعية في قدرتها على فتح المجال للأفراد للمساهمة في تقديم حلول مستدامة لمشاكل وقضايا اجتماعية عن طريق:
– المرونة في بناء المشروع أو النشاط الذي سيوفّر قيمة اجتماعية.
– سهولة تعديل النشاط حسب الحاجة والظروف في أي وقت.
– القدرة على التخصص في مجال أو قضية معينة بحد ذاتها والعمل عليها.
– إمكانية جعل النشاط مستدام وربحي مما يُمكن الريادي في هذا المجال من تخصيص المزيد من الوقت والجهد للعمل على مشروعه.
بما أن تركيز ريادة الأعمال على توفير قيمة للفرد فتلعب الريادة دورًا مهماً في خدمة المجتمع، وتحسينه، وجعل الحياة أسهل وأفضل للجميع، يُمكن ذكر ثلاثة أمور على سبيل المثال:
– توفير فرص عمل.
– تحريك عجلة الاقتصاد.
– توفير حلول مبتكرة لمشاكل الأفراد.
بما أن الريادة المجتمعية تستهدف قضايا مجتمعية وتوفّر قيمة اجتماعية لأفراد المجتمع فهي تزيح عبء العمل على قضايا كثيرة من أجندة الدول، بعض من أبرز هذه القضايا:
– الوصول لتعليم جيد للجميع.
– الأمن الغذائي
– البيئة وقضايا المناخ.
أخيراً، ما رأيك، هل ترى أن الريادة المجتمعية قادرة على أداء دور الدول، والمنظمات غير الربحية في العمل على القضايا الاجتماعية بشكل أكثر فعالية؟
شاركنا رأيك عبر مواقع التواصل