صناعة المحتوى التسويقي

صناعة المحتوى التسويقي


مفهوم المحتوى

صرنا جميعا الآن نلاحظ انتشار كلمة محتوى بشكل كبير في منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا بعد الارتباط التسويقي مع التسويق الرقمي الذي شهده المفهوم والذي رفع من قدرته الاستيعابية دون تبصر بما تحمله الكلمة من أبعاد مفاهيمية.

قبل حديثنا عن صناعة المحتوى أو “Content creation” دعونا نلقي نظرة سريعة على مفهوم “محتوى- content”. 

حسب موقع “The Word Factory” :

المحتوى هو تقديم المعلومات بشكل معين وهدف معين، لجمهور معين في منصة معينة

كما تلاحظ يضم التعريف خمسة عناصر رئيسية:

  1. معلومات
  2. شكل
  3. هدف
  4. منصة
  5. الجمهور

المعلومات:

تقديم المعلومات في المحتوى متصل بالمتلقي والصانع في آن واحد، فليس مهما أن تقدم أفكارا واضحة إذا لم تكن ذات أهمية للمتلقي وتقدم أجوبة لأسئلته واحتياجاته، فالمعلومات إذن ما هي سوى أجوبة عما يدور في ذهن المتلقي وما  يحتاج معرفته لا أقل ولا أكثر.

الشكل: 

وهو الطريقة التي ستعرض بها المحتوى، سواء عن طريق فيديو، صور، مقالات، رسائل بريدية، انفوجرافيك، أفلام..الخ. وتحت كل شكل معين تفاصيل دقيقة نعرضها عليكم فيما بعد.

الهدف:

 لماذا نقوم بصناعة هذا المحتوى، وما هي ردة الفعل المتوقعة من المتلقي أثناء تفاعله مع ما تقدمه. حصولنا على محتوى ناجح وفعال متعلق بالأساس بالأهداف المرجوة ومدى مطابقة ما تقدمه لهذا الهدف.

المنصة أو القناة:

هي الفضاء الذي يوضع فيه المحتوى بعد أن يكون في أتم صوره، فلن نقوم على سبيل المثال بنشر محتوى معين في الانستغرام إذا كان جمهورنا المستهدف في الـ لينكد إن والعكس صحيح. 

ولكل منصة محتوى خاص..

الجمهور:

تحديد الجمهور المستهدف قبل البدء في إنشاء المحتوى مهم جداً، لمعرفة الطريقة المناسبة لإيصال المعلومات لهذا الجمهور وماهي احتياجاته والتعرف على شخصية المشتري (القارئ) وتوجيهه من خلال المحتوى الذي سوف تصنعه.


الفرق بين صناعة المحتوى وصناعة المحتوى التسويقي

كما تلاحظ في التعريف فإن كل عنصر من عناصر التعريف مرتبطة فيما بينها بشكل تكاملي، الشيء الذي  يخرج كثيرا مما نراه الآن من دائرة المحتوى، كما أننا لا نستطيع أن نصنف بكل سهولة كل ما نصادفه بالمحتوى الإبداعي، أو المحتوى الهادف.

حسناً؛ من المهم جدا أن نتعرف على الفرق بين صناعة المحتوى بشكل عام، وصناعة المحتوى التسويقي، خصوصا كما أسلفنا بالذكر أن ارتباط كلمة محتوى بالجانب التجاري جعل كل محتوى هو محتوى تسويقيا و العكس، فمعظم الناس الآن لا يميزون بينهما. 

حسب التعريف الذي قدمناه في السابق، فإن وظيفة صناعة المحتوى تنتهي بعد تقديم محتوى معين، ونشره سواء في منصات التواصل الإجتماعي، مدونات، مجلات، قوائم بريدية..الخ.

لكن المحتوى التسويقي مرتبط بالجمهور والنتائج أكثر، وهو نفس الأمر الذي أكده مايكل برينر Michael Brenner في مقالة نشرها في “Content Marketing Institute”. 

المحتوى التسويقي -لنكون أكثر دقة- شبيه بأداة جذب للجمهور من أجل علامة تجارية معينة، وخير مثال على ذلك: 

 مجلة Red Bulletin Magazine  التابعة لشركة Red Bull.

فهي تقوم بصناعة محتوى هادف للقارئ، لا علاقة له بالمنتج الأصلي، لكن هدفهم الأول أن تصبح مخلصا للعلامة التجارية أثناء تصفحك للمحتوى وتفاعلك الدائم معه.

المحتوى التسويقي، عالم واسع جدا يتجدد في كل موسم، والآن أصبحنا نلاحظ بشكل جميل ما تبدعه العلامات التجارية أثناء تسويقها اللامباشر للمنتج الأصلي. 

وما نكتبه الآن في هذه المقالة، قد لا يكون صالحا في الموسم القادم..من يدري!؟


تاريخ صناعة المحتوى التسويقي

عند الحديث عن تاريخ صناعة المحتوى التسويقي فالحقيقة أنه لا يمكن تحديد تاريخ البدء باستخدامه بدقة، لكن  معظم الباحثين يؤكدون أن جون ديير John Deere سنة 1895 كان أول من نشر مجلة The Furrow التي تضمنت إعلانات تجارية مطبوعة، وقد  وصل العدد الأول منها إلى ملايين القراء، ومازالت تنشر إلى يومنا هذا.

مجلة The Furrow

ثم واصلت بعض العلامات التجارية مثل P&G نفس الحركة التسويقية في بدايات القرن العشرين من خلال برامجها الإذاعية (محتوى صوتي).

ربما بدأت صناعة المحتوى التسويقي أو تسويق المحتوى الرقمي كمفهوم بكتابة “اللافتات” الصغيرة فوق المنتجات في الأسواق قديماً، لتوضيح أهمية المنتج وخصائصه مع بداية التجارة في حياة الإنسان.

عموما، شهد المحتوى التسويقي خطا زمنيا ثريا جدا بالإبداعات والإنجازات على مر العقود، والملاحظ أن صناعة المحتوى الإبداعي، سواء كان مجلة مثل The Furrow، أو بودكاست مثل  The Procter & Gamble استطاع أن يعطي العلامة التجارية التابعة له مكانا في التاريخ، وامتدادا واضح الأفق في المستقبل. 


كتب صناعة المحتوى التسويقي

في الحقيقة هناك العديد من الكتب الجيدة في عالم المحتوى التسويقي، إليك بعض أهم الكتب التي نشرت حديثاً في المحتوى التسويقي:

The Content Fuel Framework كتاب المحتوى التسويقي

The Content Fuel Framework: How to Generate Unlimited Story Ideas (For Marketers and Creators) (2020) by Melanie 


تتحدث الكاتبة في هذا الكتاب عن تنظيم الإبداع و خلق أفكار جديدة في أي وقت، لن تحتاج إلى طرح المزيد من الأسئلة حول : ماذا سأكتب اليوم؟ أو انتظار بزوغ تلك الفكرة العظيمة في وقتها.
هذا الكتاب سيساعدك في الحصول على الكثير من الأفكار.


كتاب How to Motivate Buyers in the Age of Infinite Media

The Content Marketing Revolution: How to Motivate Buyers in the Age of Infinite Media (2020) by Mathew Sweezey

يعتمد الكاتب هنا على أبحاث حديثة ليساعدك بطرق جديدة ومبتكرة، على تحفيز المستهلك للشراء اعتمادا على السياق، وكتابة محتوى تسويقي مخصص لرحلة الشراء.


كتاب The Catalyst: How to Change Anyone’s Mind

The Catalyst: How to Change Anyone’s Mind (2020) by Jonah Berger.

أحيانا، حينما نريد أن نغير رأي عميل ما حول منتج ما، نقدم مزيدا من المعلومات أو نقوم بضغط الموظفين للإتيان بشيء جديد، لكن لا شيء يتغير.

يقدم الكاتب هنا طريقة جديدة تعتمد على التحفيز في كسر الحواجز نحو تغيير ناجح.


كتاب Fanocracy: Turning Fans into Customers and Customers into Fans

Fanocracy: Turning Fans into Customers and Customers into Fans (2020) by David Meerman Scott and Reiko Scott.

الشيء المميز جدا في هذا الكتاب هو اجتماع مؤلفين ذوي خبرة عالية جدا في المجال على تأليفه، يحاولان معا بعد إجراء الكثير من المقابلات وعمليات الاستقراء، على تعليمك كيفية تحويل حماس الجمهور إلى قوة شرائية.


أهم الدورات في صناعة المحتوى التسويقي

مهارة المحتوى التسويقي كما سترون في مقالاتنا المقبلة معتمدة على البقاء متصلاً بالساحة و تتبع ما يبدعه الخبراء كل موسم، ومتابعة آخر التحديثات في هذا العالم.

لأن كل تأخر في مواكبة الركب قد يبعدك خطوة عن الحصول على نتائج أفضل وأسرع، لكن هذا لا يعني أن البدء بتعلمها شيء صعب أو بعيد المنال!

أهم الدورات في صناعة المحتوى التسويقي

من أجل هذا نشارككم أهم الكورسات المدفوعة والمجانية لبدء رحلتكم، ولا تنسوا مشاركتها مع زملائكم ليعم النفع على الجميع:

  • udemy: Content Marketing Masterclass (Paid with Certification).
    وهي إحدى أهم الدورات المدفوعة، بأكثر من 7000 طالب وتقييمها في الموقع 4.5/5. 
    الذي يميز هذا الكلاس هو أنه يعطيك الصورة الكاملة لما تريد دراسته، بدءا من المفاهيم الأولية كتعريف المحتوى التسويقي مثلا، ولماذا نحتاجه، أنواع المحتوى عموما وطريقة كتابته، وصولا إلى القواعد التطبيقية والنتائج العملية.

  • Reliablesoft: Content Marketing Full Course (Paid with Certification)
    دورة المحتوى التسويقي هذه مقدمة للمبتدئين في المحتوى التسويقي أو الذين يريدون تعلم الأساسيات حول الموضوع. 

  • Skillshare: Copywriting for Beginners (Paid)
    كورس المحتوى هذا في ساعة واحدة فقط، لكنه يحيط بمعظم الأساسيات مثل كتابة العناوين وقراءة ما يفكر به جمهورك الخ. 

    الشيء المميز أيضا هو مقدم الكلاس  المخضرم Jesse Forrest، وتجربته في هذا المجال تفوق عشرة سنوات.! 

  • Coursera: The Strategy of Content Marketing (Paid with Certification)
    وهو من بين الكلاسات المفضلة التي ننصح بها بشدة، وهي دورة مقدمة بالتعاون مع Copyblogger أحد أهم المواقع المعتمدة في المجال وجامعة Davis.
    وهو للأشخاص الذي يملكون بالفعل مهارات أساسية في المحتوى  التسويقي، ويريدون البدء في وضع خطط استراتيجية عملية و واضحة.

وهذه قائمة أيضا لبعض الدورات التي تقدم شهادات مجانية: 

  1. HubSpot – Content Marketing Certification Course
    هذه الدورة تعطيك نظرة قريبة على المحتوى التسويقي وبعض أهم جوانبه، مثل إنشائه وتحليله وترويجه بعد ذلك. 
    في النهاية، تقدم لك امتحانا من ٦٠ سؤالا من أجل تقييم ما تعلمته من مهارات. 

  2. Quick Sprout University
    وهي مركز شامل لتعليم التسويق، تضم فيديوهات عديدة ملمة بمعظم تفاصيل المحتوى التسويقي.  

اقرأ أيضاً: أهم دورات التسويق الرقمي
اقرأ أيضا: أهم دورات تحسين محركات البحث “السيو”

قدمنا لكم الآن نظرة عامة عن المحتوى التسويقي، وأهم الكتب التي ألفت في السنة السابقة ٢٠٢٠، متبوعة بأبرز الدورات التدريبية الموجودة في الانترنت.  

لكن يبقى السؤال الأهم، هل التعلم الجيد يضمن لنا خطة تسويقية ناجحة؟ 


من أجل محتوى تسويقي ناجح

من أجل محتوى تسويقي ناجح

تشير معظم الدراسات الآن أن نسبة البحث الصوتي ارتفعت في الآونة الأخيرة، فلم يعد من الضروري أن نتصفح المواقع لمعرفة الإجابات. 

كما أن المؤسسات التي تروج لإعلاناتها في المواقع صارت مهددة خصوصا أن نسبة المتصفحين الذين استخدموا برامج لمنع الإعلانات قد ازدادت بنسبة  ١٠% في الآونة الأخيرة.

من الواضح إذن، أن المستقبل للمحتوى التسويقي الذي ينتجه الخبراء بجدارة، لكن؛ ما الذي يجعل المحتوى فعالا؟ وناجحا؟ 

بشكل عام معرفتنا بمهارة ما، ودراستنا لتفاصيلها لا يكفي لاستخدامها و إتقان ذلك!

الإبداع دائما ما يكون عبر التقاء مهارات متعددة في نقطة وسطية، دعونا نلقي نظرة سريعة على أهم المهارات التي يجب علينا معرفتها من أجل الاستثمار في صناعة المحتوى التسويقي.

تعرف على جمهورك

لا يهم  أن تقدم محتوى ناجحا، ولامعا، ومتقنا، إذا لم يجذب انتباه المتلقي ليتفاعل معك، فخطتك تحتاج إلى إعادة صياغة.

تحديد الأهداف

كتابة مقالة ما بفقرات متعددة، يعني أن لكل فقرة من فقراتك هدفا واضحا وفكرة موجهة بدقة، خصوصا في المحتوى العربي الذي ينبغي أن لا يضم جملا بلاغية كثيرة لا فائدة منها، كل حرف تضيفه أو تعبير تستخدمه من المستحسن أن يجيب على سؤال واضح رسمته قبل ذلك. 

التميز

تخيل الآن أن جمهورك الذي تستهدفه يستعرض أكثر من مليون صفحة في اليوم، ما الشيء المميز الذي تقدمه والذي سيجعلهم مخلصين لمحتواك ومن ثم للعلامة التجارية التي تسوق لها؟ 

فكر في طرق إبداعية تتميز بها، الإبداع في المحتوى التسويقي لا نهاية له، ومجال الابتكار فيه ممتد بعدد نجوم السماء! 

إليك أهم النصائح والطرق لإنشاء محتوى تسويقي رائع: 

  • تصفح محتوى منافسيك دائما، وما تبدعه الشركات الكبرى في المجال. 
  • المحتوى الذي تصنعه اليوم ليس بالضرورة أن  يكون لائقا  بجمهور الغد، تذكر أن كل يوم جديد هو عبارة عن أفكار جديدة، فما هي أفكار اليوم؟
  • طور أسلوبك الشخصي دائما وراقب تفاعل الجمهور، فقد يناسبهم أسلوبا ما دون آخر.

أخيرا: لا تريد أن تستيقظ يوما، وأنت لا تعلم من أين ستبدأ. 
المحتوى الناجح هو محتوى تم التخطيط له مسبقاً! تخطيط المحتوى يعتبر من أهم النقاط لتصدير وإنشاء محتوى مميز.

أرسم خططا عن كل شيء، وخطا زمنيا واضحا. وقم بتدوين أفكارك، وما تريد إضافته وما تريد حذفه. 

حسنا، كما لاحظت، كل المهارات التي قمت بذكرها هي مهارات عامة، وقد تعمدت أن أبدأ بها فقط لأخبرك أن العمل الناجح في الغالب يعتمد على أسلوب الإنجاز أكثر مما يعتمد على ما تنجزه..

حظا موفقا للجميع..


تم النشر المقالة في

تحت التصنيف

من قبل