ما هي ريادة الأعمال؟

ما هي ريادة الأعمال؟


نشأة ريادة الأعمال؟

الريادة (بالإنجليزية: entrepreneurship) على الرغم من قدم المفهوم ووجوده قديما على صورة التاجر تقريبا، وتغيره بشكل طفيف مع كل تغير تجاري كبير طرأ في التاريخ البشري من نشوء الأسواق للثورة الصناعية، وعلى الرغم من ثبات المفهوم لعقود كثيرة، مع التطور الهائل والسريع اليوم بسبب الثورة التكنولوجية الهائلة حدثت تغيرات كبيرة في العقدين الأخير على المفهوم وأشكاله. 

اليوم مثلا لدينا ما يقارب 600 مليون ريادي حول العالم، ألقِ نظرة على ازدياد كمية ذكر كلمة ريادة الأعمال في الإنجليزية خلال العقدين الأخيرين:  

مع دخول الإنترنت العالم، وكل التكنولوجيا التي أصبح من الممكن استخدامها، أصبح ارتباط ريادة الأعمال حديثا ووثيقا مع التكنولوجيا والإنترنت ليتيح المجال لإمكانيات ومجالات غير محدودة للرياديين ليساهموا فيها.

إذن، ما هي ريادة الأعمال؟ 


ما معنى ريادة الأعمال؟

هناك معانٍ كثيرة لريادة الأعمال، يمكن تلخيص محاور ريادة الأعمال في ثلاث أشكال مختلفة:

  1. إنشاء وإدارة نشاط أو مشروع تجاري للربح. 
  2.  دراسة مشكلة، وتقديم حل فعّال وجديد لها، قادر على إنتاج ربح، والنمو.
  3. دراسة مشاكل لها حلول فعّالة وجيّدة، وتنفيذ نموذج أفضل، قادر على إنتاج ربح، والنمو.

المحور الثالث للتدليل على لُبس يقع فيه كثير من الناس مثل الظن بأن “الفكرة” هي كل شيء في مشاريع ريادة الأعمال الناجحة، وعلى الرغم من أن الفكرة مهمة ولها وزنها من نجاح أي مشروع جديد إلّا أن ريادة الأعمال فعليا تدور حول التنفيذ الجيد للحلول المقدمة للأفكار – يمكن القول أن الريادة في كلمتين: تنفيذٌ واعٍ، ولو أضفنا كلمة أخرى ستكون وصبور. 

عادة أيضًا تتخذ المشاريع الريادية صيغة تدعى الشركات الناشئة (بالإنجليزية: Start-up).

لكن من هو الريادي؟ 


من هو الريادي؟

اتساع رقعة المجال الذي يمكن أن يساهم فيه الريادي يترك لنا الكثير من النقاط التي يمكن أن نعرّف من خلالها الريادي، لكن يمكن القول أن هناك ثلاث نقاط رئيسة:

  • مبادر: فهو الشخص الذي يبدأ عادة العمل على المشروع، ويحركّه، والمشروع يبدأ وينتهي به ببعض الأحيان أيضا.

  • محرّك: فهو الشخص الذي يحمّس ويشجع الفريق، ويشرف على اتجاه المشروع وتغييره عند الحاجة.

  • مسؤول: فهو الشخص الذي يتحمل المسؤولية الأكبر في المشروع أو الشركة، وعادة يكون هناك أمور كثيرة على المحك بالنسبة له.


    يمكن أن ترى إذاً أن حياة الرياديين ليست وردية كما قد يروّج لها أحيانا، وفيها ما فيها من المخاطر وتحمّل المسؤولية والعمل الدائم لتحسين المشروع وتطويره، والقدرة الذهنية والنفسية والحماس للاستمرار والتغيير عند الحاجة.   

أهمية ريادة الأعمال

يقول بيل غروس أن الشركات الناشئة – الشكل السائد للمشاريع الريادية – المنظمة بشكل جيد وتقدّم حوافز عادلة لموظفيها قادرة على إطلاق طاقات بشرية هائلة وتحقيق نتائج مدهشة. 

يشير هذا الأمر – وكل شخص كان من أوائل موظفي الشركات الناشئة – إلى قدرة الشركات الناشئة الجيدة على تحفيز البشر، وتحسين حياتهم ومعرفتهم، ومن الأمور الملموسة التي نراها من خلال التجارب الريادية: 

  • محرك للابتكار: جزء كبير من التطور التكنولوجي الهائل في العقدين الأخيرين حملته مشاريع وأنشطة ريادية، بدون تفكير كثير يمكن رؤية كيف أن ريادة الأعمال عبر شركاتها الناشئة شكّلت قوة دافعة للابتكار في العالم، وأنتجت كم هائل من التطوير في التكنولوجيا مثلًا حولنا. 

  • التغيّير: كنتيجة طبيعية للابتكار، سيكون هناك تغيير دومًا، لأن القوة الدافعة للابتكار في عالم الريادة هائلة، لذا كان التغيير الملموس في العالم كبيراً، سواء من خلال طرق تواصلنا مع بعضنا البعض، أو من خلال حجز سيارة أجرة وأنت في راحة منزلك مثلًا.

  • تنمية الاقتصاد: الابتكار، والتغيير، ونمو المشاريع الريادية يحتاج عادة إلى المزيد من الموارد البشرية والمالية وغيرها مع الوقت، ممّا يعني خلق المزيد من الوظائف، تحريك وتوظيف الأموال من خلال المجتمع، تشكيل ثروات جديدة، ومال أكثر للضرائب، وغيرها الكثير، ممّا يؤول بالنهاية إلى المساهمة في إنعاش الاقتصاد، وخلق المزيد من الفرص للأفراد. 

  • تحسين حياة الفرد: النتيجة النهائية لكل من الابتكار، والتغيير الجيّد، والتنمية الكبيرة في الاقتصاد هي تحسين حياة الفرد، وتوفير المزيد، بالإضافة إلى جعل الحياة بشكل أو بآخر أسهل من خلال الحلول الفعّالة التي أنتجت خلال السنوات لمشاكلنا اليومية، وغير ذلك الكثير.

إذاً، الفائدة القادرة ثقافة ريادة الأعمال على توفيره ضخمة، وهذا يجعلنا نفكّر لماذا يهتم الأفراد في أن يصبحوا ريادييّن؟ 


لماذا تصبح ريادي؟

إيجابيات ريادة الأعمال

بما أن مجالات الريادة واسعة فالأسباب التي تدفع الأفراد في هذا الاتجاه كثيرة ومختلفة، وبغض النظر عمّا قد يكون دفعك نحو هذا الاتجاه إلا أن بعض أبرز الأسباب التي تدفع الأفراد اليوم ليصبحوا رياديين هي:

  • المرونة: كثير من الأنشطة الريادية تتمتع بمرونة عالية من ناحية أوقات العمل أو مكان الدوام، مثلًا، بعض الأشخاص قد يحتاج أن يكون مع أبنائه في البيت، أو يعمل في وظيفة أخرى بدوام كامل بنفس الوقت. 

  • الطموح: بحكم أن نتائج المشاريع الريادية قد تكون غير محدودة، والتحديات والأهداف غير معدودة في الأنشطة الريادية.

  • عدم التأقلم مع بيئة الشركات: قد يواجه بعض الأفراد مشكلة في التأقلم مع البيئات التقليدية في الشركات، وأنّها قد تقوّض قدرتهم على النمو وتجربة أمور يحبونها، ويستمتعون بها.

  • الحرية المالية: توفّر المشاريع الريادية الصغيرة الناجحة مثلًا دخلًا إضافي للريادي، ممّا يعزّز قدرته على الاستقلال المادي، وتقليل الاعتماد على مصدر واحد من الدخل مثلًا. 

  • الرغبة في ترك أثر في العالم: تحمل المشاريع الريادية رؤى أصحابها ورغبتهم في إحداث تغيير ما في العالم، سواء من تسهيل حياة الناس إلى حماية البيئة مثلًا وغيرها الكثير. 

هذه الإيجابيات تبدو جذّابة بالفعل، لكن ما هو الوجه الآخر من الريادة؟ وما الأعباء التي يتحمّلها الرياديون في طريقهم؟


الوجه الآخر للريادة؟

سلبيات ريادة الأعمال

مع كل عمل يحمل إمكانات كثيرة هناك مسؤوليات، وأعباء كثيرة أيضًا، وكثير من الرياديين قد لا ينتبهون لهذا الشيء بشكل واضح في بدايات تجاربهم الأولى، كريادي توقّع أن:

  1. أن تكون الشخص الذي يتخذ كثير من القرارات الصعبة في مدة زمنية قصيرة.
  2. البيئة الريادية بيئة تنافسية ومتغيرة دومًا، مواكبتها قد يكون مرهقا.
  3. الدخل، والأرباح متغيرة وغير ثابتة دومًا.
  4. أوقات العمل والدوام غير ثابتة دائمًا.
  5. تحمل المخاطر التي تأتي مع إنشاء نشاط ريادي حديث مثل: مدخراتك، وقتك، وجهدك.

بالإضافة لكل هذه الأعباء، تحتاج أن تبقى متحمس ونشيط للنهوض بمشروعك بشكل مستمر.

إذن كيف يمكن للفرد أن يبدأ في عالم الريادة؟ 


كيف تبدأ في عالم الريادة؟

خطوات ريادة الأعمال

سأشرح بصورة مبسطة كيف تبدو رحلة تكوين الشركات الناشئة (الصورة السائدة للمشاريع والأنشطة الريادية):

  1. وضع خطة عمل واضحة: امتلاك فكرة جيدة أمر، وامتلاك خطة عمل يمكن تنفيذها أمر مختلف تمامًا، وجود خطة عمل واضحة هي ضرورة ملحة، ليس فقط لزيادة احتمالية نمو المشروع بل سيسهّل عليك بقية الخطوات.

  2. تأمين تمويل: بحكم أن معظم الشركات الناشئة تحتاج مثلًا أن تستثمر على الأقل في بناء تطبيق أو موقع إلكتروني مثلًا، فتأمين تمويل هام في البداية – ولا تفهمني خطأ، ليس بالضرورة أن يكون “التمويل” هنا بالضرورة تحصيل أموال فقط، وإنّما بشكل أدق تحصيل الموارد التي تحتاجها لتبدأ في بناء المنتج أو الخدمة التي ستبدأ بها، وبالتالي يمكن أن تتفق مع شخص تعرفه يجيد البرمجة مثلًا ليقوم بذلك لأجلك مقابل حصّة في الشركة أو غيره. 

  3. اختيار الأفراد المناسبين: بعد وضع خطة واضحة، وتأمين الموارد أو التمويل الذي تحتاجه لبناء الخدمة أو المنتج، هناك احتمال كبير أنّك ستحتاج أفراد يجيدون ما لا تجيده من المجالات المختلفة التي يحتاجها كي ينمو مشروعك من تسويق، ومبيعات مثلًا، وتقوم بتوظيفهم أو عرض حصة عليهم أو غيره. قد تكون قادر على القيام بأكثر من دور، لكن القاعدة هنا أن توظّف الأفراد الذين يجيدون ما لا تجيده من المجالات التي ستحتاجها لينجح المشروع، أو أن تتعلّمها إن كان ذلك ممكنًا، ويفضّل عمومًا أن يكون لك خلفية في كل المجالات التي يحتاجها عملك كي تقدر على اختيار المرشح المناسب.

  4.  البدء ببناء قاعدة زبائنك: بعد اختيار شركائك أو فريقك المناسب، والاستثمار الجيد في بناء المنتج، والمهارات التي تحتاجها للبدء من التسويق والمبيعات مثلًا، يجب أن تبدأ قاعدة زبائنك بالنمو شيئًا فشيئًا إن كان كل شيئًا في مكانه، وكان منتجك مرغوبًا – حاول التعلم من أوائل زبائنك وتحصيل تغذية راجعة دقيقة ما أمكن.

  5. ابقَ جاهزًا لأي شيء: العالم والسوق دومًا في تغير مستمر، والتنافسية عالية جداً! لذا يجب أن تبقى متابعًا دومًا وأن تطوّر بشكل دائم منتجاتك وخدماتك، وطرق التسويق وما إلى ذلك… الأهم، استمتع بالرحلة! 

الآن، دعنا نلقِ نظرة على بعض أشهر المشاريع العربية الريادية التي حققت نجاحا كبيرًا في السنوات الماضية؟


مشاريع ريادة أعمال ناجحة

حسناً، يوجد العديد من المشاريع والشركات الناشئة العربية الناجحة، المشهورة وغير المشهورة، إليك بعض أشهرها في السنوات الماضية:

  1. كريم: المشروع المشابه لأوبر Uber، يتيح للناس حجز رحلة أو مشوار قصير أو طويل وهم في راحة منزلهم، بدأ في الإمارات، وخلال السنوات الماضية نما بشكل كبير إلى أن اشترته “أوبر” عام 2019.

  2. سوق: مشروع آخر مشابه لمتجر أمازون Amazon، يتيح للناس شراء مختلف الاحتياجات دون الحاجة للخروج من المنزل، بدأ في الإمارات، ويغطّي الآن معظم دول الخليج، وقامت “أمازون” بالاستحواذ عليه في عام 2017.

  3. طلبات: بدأ المشروع في الكويت، يقدم خدمة توصيل طلبات المطاعم والأسواق للبيوت، والمكاتب، تم الاستحواذ عليهم عام 2015 من قبل شركة “روكيت إنترنت”.

  4. فيتشر: بدأ في الإمارات، قام بما يعرف بالتغيير المزعزع في القطاع اللوجستي أي توفير سوق جديد في المجال، تم الاستثمار بالمشروع من قبل أكبر مستثمري السيلكون فالي. 

بالنهاية، الريادة طريق صعب إلّا أنه أتاح المجال للكثير من الإبداع والابتكار في عالمنا الحديث، ساهم بعض الرياديين في بعض من أكبر التطورات التكنولوجية في العقود الأخيرة، وآخرون في تحسين مجتمعاتهم، ومعيشتهم وأسرهم، وغيرها الكثير من الحسنات التي رافقها الكثير من العمل، والاستمرارية، والتشكيك وربّما الفشل أحيانًا.

 أخيراً، هل تظن أن طريق الريادة يناسبك؟ اخبرنا عن رأيك عبر مواقع التواصل:


تم النشر المقالة في

تحت التصنيف

من قبل