وثائقي المعضلة الاجتماعية الـ Social Dilemma

تحليل المعضلة الاجتماعية

ندرك جميعًا تأثير وسائل التواصل الاجتماعي علينا وكيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا جزءًا مهمًا جدًا من حياة الجميع دون معرفة كيف حدث ذلك ! 

هناك وجهان لكل شيء في عالمنا هناك الجانب الجيد والجانب السيئ.

وثائقي المعضلة الاجتماعية هي نوع من الأفلام الوثائقية التي تقدم لنا الجانب المرعب من وسائل التواصل الاجتماعي.

ما هو الوجه الآخر من هذه العملة ( مواقع التواصل )

أحببت أن أقوم بهذا المنشور بتسليط الضوء على أبرز ما جاء في هذا الوثائقي وتحليل هذه المعضلة وتأثيرها على منطقتنا العربية The MENA Region

وثائقي الـ Social Dilemma المعضلة الاجتماعية

هذا الوثائقي تم إطلاقه في التاسع من أيلول/سيبتمبر على منصة نتفليكس Netflix
ويتطرق لمشاكل مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها النفسي على الأفراد والمستخدمين و استخدام الآلة في تحديد توجهات الأفراد على هذه المنصات.
حيث قامت نتفليكس مع مجموعة من الخبراء  من ( Facebook و Instagram و Google و YouTube و Apple و Twitter….الخ ) بشرح بطريقة مثالية القوة التي تمتلكها وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تتلاعب بنا نفسياً.
من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة المهمة في هذا العالم:

هل هناك بالفعل مشكلة ؟ وما هي هذه المشكلة؟

ليست مشكلة واحدة فقط بل مشاكل :

  • مشاكل الصحة النفسية 
  • الإدمان
  • العزل الذاتي والاكتئاب 
  • أخبار كاذبة
  • العنف المجتمعي ( داعش/ تعصب الرجل الإبيض وحادثة نيوزيلندا…)
  •   snapchat dysmorphia الاحباط الذي أصاب الأطفال والمراهقين بسبب فلاتر السنابشات 
  • ثقافة المراقبة 
  • تعلق الأطفال
  • سلسلة من المعلومات المضللة
  • تآكل النسيج المجتمعي.
تريستان هاريس Tristan Harris  رئيس مركز Humane Technology وأحد المؤسسين أيضاً  كان عاملاً في جوجل في مجال التصميم الأخلاقي
تريستان هاريس Tristan Harris



من أبرز الشخصيات في هذا الوثائقي هو تريستان هاريس Tristan Harris
رئيس مركز Humane Technology وأحد المؤسسين أيضاً
كان عاملاً في جوجل في مجال التصميم الأخلاقي
والآن هو يقود هذه الحملة العنيفة لاعادة توجيه هذه المواقع لخدمة البشر

هو أيضاً أقر واعترف أنه مدمن على البريد الالكتروني ( Gmail بالتحديد )

من أجمل العبارات التي قالها في الوثائقي كانت حول تصميم التنبيهات ( Notifications )  حيث قال:

٢٠ إلى ٣٥ مصمم أمريكي أبيض في كالفيورنيا  يتخذون قرارات تؤثر على ملياري شخص حول العالم

 

وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تتلاعب بنا نفسياً (1)
وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تتلاعب بنا نفسياً (1)

كيف تحقق هذه الشركات هذا الدخل الهائل ؟



الجواب ببساطة الإعلانات ولكن كيف؟ 

  • بيع مشاهدات المستخدمين
  • الحفاظ على المستخدمين لأكبر قدر ممكن من الوقت 
  • تغيير ما تفعله ، كيف تفكر ، من أنت (تدريجيًا)
  • ضمانات للمعلنين بنجاح الإعلان، الشبكات الاجتماعية تبيع اليقين
  • القيام بتتبع كل إجراء نتخذه عبر الإنترنت من قبل الشركات ، بما في ذلك المشاعر / الحالة المزاجية / الشخصيات
  • استخدام التكنولوجيا للقيام بتنبؤات أفضل وأفضل حول من نحن وما سنفعله
  • بناء النماذج للتنبؤ بسلوك المستخدمين ومن لديه أفضل نموذج يحصل على أكبر قدر من المال من المعلنين


من أجمل ما قيل في هذه الجزئية كان اعتبار هذا السوق وكأنه يتاجر في العقود الآجلة للبشر ! 

وكيف اننا نحن العملاء، وأن (اهتماماتنا) هو الشيء الذي يتم بيعه


جارون لانير Jaron Lanier
جارون لانير Jaron Lanier

من الشخصيات البارزة أيضاً كان جارون لانير Jaron Lanier
وهو كاتب أمريكي مختص وفيلسوف وعالم بالبيانات و مؤلف هذا الكتاب المشهور
(عشر حجج لحذف حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك الآن)

أكد على ان المنتج هو نحن المستخدمون

إذا كانت الخدمة مجاناً فانت المنتج

ووضح تأثير هذه المواقع على سلوكيات البشر وإن هذا التغيير التدريجي الطفيف وغير المحسوس في سلوكك وإدراكك هو المنتج الذي يتم بيعه للمعلنين.

هل هذا سحر؟

هو ليس سحر بقدر ما هو وهم واستغلال لضعف النفس البشرية.

في مختبرات ستانفورد للتكنولوجيا المقنِعة Stanford Persuasive Technology Lab
وهي رافد رئيسي لأكبر لشركات التقنية في العالم. 

هناك فصول وحصص مخصصة لاستخدام علم النفس في لبناء التكنولوجيا وإنشاء تقنية لكي تقوم باقناعك بفعل شيء ما
تقنية مصممة لتعديل سلوك الشخص وإيهامه بما عليه فعله باعتباره الأقضل له.
حيث يقومون باستخدام اسلوب اختبارات الـ A/B وذلك لمراقبة نتائج اختبار الميّزات الصغيرة لتطوير الطريقة المثلى لجعل المستخدمين يفعلون ما تريده هذه الشركات منهم.

وهم السوشيال ميديا
وهم السوشيال ميديا



هذا ما يقومون به التلاعب و إرسال إشارات مموهة للتأثير على سلوك المستخدم في العالم الحقيقي و على عواطفه دون وعي منه.

و استغلال نقاط ضعف معينة في النفس البشرية وذلك عن طريق تحليلات نفسية لأثر التقنيات المستحدثة على المستخدم.

التأثير على الأطفال

  • خوارزميات غير مصممة لرعاية الأطفال أو حمايتهم
  • التأثير بشدة على الهوية وعلى  تقدير الذات
  • زيادة هائلة في حالات الاكتئاب والقلق وإيذاء النفس والانتحار لدى المراهقين في (الولايات المتحدة الأمريكية)
  • جيل Z- (المولود بعد عام 1996) دخل على وسائل التواصل الاجتماعي في مراحل مبكرة من العمر واصبح (أكثر هشاشة ، وأكثر قلقاً ، وأكثر نفوراً من المخاطر)
  • لا توجد حماية للأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي (على عكس قنوات الأطفال التلفزيونية)
  • أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة حفرة امتصاص رقمية لأي مشاعر سلبية


شخصياً اعتبرت هذا الجزء من أهم النقاط وخصوصاً عندما آوضح الخبراء رأيهم في المواقع الاجتماعية ووجود قوانين على مستوى العائلة لديهم لمنع الأطفال من استخدام هذه المواقع !

بالنسبة لمنطقتنا العربية هناك خلل واضح وإهمال كبير تجاه الأطفال والمراهقين والفترات التي يمضونها على مثل هذه المواقع.

إلى أين ؟

هل سنتكيف مع وجود هذه النكنولوجبا فقط؟ هل هناك حلول؟
هذه التكنولوجيا تتقدم باطراد وليس هناك أي شيء آخر قامت به البشربة أو اخترعته تطور بهذا المعدل 

لعل المشكلة أيضاً هي أن أدمغتنا لا تتطابق مع أدمغة آلاف المهندسين ومع أجهزة الكمبيوتر العملاقة

الذكاء الاصطناعي موجود الذكاء الاصطناعي ليس شيء من المستقبل هو موجود وفعال بالفعل في عالم اليوم وفي الوقت الحالي !

وهذه الشركات تستخدم التعلم الآلي للحفاظ على مشاركتك لفترة أطول على منصاتهم ولن تتوقف ! ستبقى في تطور مستمر مما يعني ادمان اكبر ومشاكل أكبر في المستقبل. وبسب الخوارزميات المستخدمة فإن نظريات المؤامرة يمكن ان تنتشر بسهولة ! 

  • الأخبار الكاذبة تنتشر على تويتر  6 مرات أسرع من الأخبار الحقيقية 
  • الأساطير والمعلومات المضللة حول فيروس كورونا انتشرت بجنون
  • خطاب الكراهية ضد الروهينجا في ميانمار
  • التلاعب بالناخبين باستخدام الأدوات والأنظمة الموجودة بالفعل على المنصات 


ببساطة  لن تختفي المشكلة لأن الذكاء الاصطناعي سيستمر في التحسين الذاتي وإخراج أسوأ أجزاء المجتمع فهذه المنصات تتبع نظام متحيز تجاه المعلومات الخاطئة لأنه يجعل الشركات أكثر مالاً

( لأن الحقيقة مملة )

الخلاصة

 القانون متخلف كثيرا مقارنة بنمو هذه المنصات فالقوانين تحمي المبدعين واصحاب الشركات هذه وليس المستخدمين

لكن في النهاية هذه المنصات من صنع البشر ويمكن للبشر تغييرها

يحتاج الناس إلى المطالبة بالتغيير والتنظيم  والمطالبة بوضع لوائح وشروط وما إلى ذلك من خلال الضغط العام !
ومن خلال التقليل من الوقت المهدور على هذه المنصات
على الأقل وضع قوانين للأسرة في كيفية التعامل وقضاء الوقت على هذه المنصات
إلغاء الإشعارات قدر المستطاع.

تحولنا لسلع عند هذه المنصات وهي التي تتحكم بنا
لنعيدها إلى حجمها الطبيعي كأدوات تقوم بعملها لتسهيل معيشتنا وأطر حياتنا.

هل ستقوم بإلغاء اشتراكك في هذه المنصات؟

أود سماع أي اقتراحات للحد من استخدام هذه الأدوات والأدمان عليها فأنا شخصياً مدمن تويتر !

دمتم بخير

شاركني أقتراحاتك عبر مواقع التواصل :










تم النشر المقالة في

تحت التصنيف

من قبل